وظف أبو محمد بربخ وقته وماله لتقديم مياه الشرب للنازحين وخيامهم في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
ومنذ نزوح عشرات الآلاف من عائلات قطاع غزة إلى منطقة المواصي غرب خان يونس، لم يتأخر بربخ عن تشغيل بئر المياه الخاص بأرضه الزراعية وسحبها للناس دون تحصيل أي مقابل مالي لهم.
ويوميًا يتوافد المئات من النازحين إلى الأرض الزراعية بربخ ويقومون بتعبئة جالوناتهم والعودة بها إلى خيامهم واستخدامها للغسيل والنظافة الشخصية.
ويعاني النازحون في مناطق مختلفة من قطاع غزة من ندرة المياه والصعوبة في توفيرها خاصة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية الوحشية على القطاع واستهداف آبار المياه، وعدم توفر كهرباء أو مولدات لسحب المياه من الآبار.
يقول بربخ لموقع "فلسطين أون لاين": "لدي بئر مياه وغاطس وألواح طاقة شمسية تستطيع تشغيل البئر لمدة 4 ساعات في حالة كانت الشمس ساطعة وقوية خلال النهار، وهو ما أفعله بشكل يومي واسحب المياه للناس".
ويضيف: "لم أتردد في سحب المياه وتعبئة جالونات النازحين خلال توفر الشمس، لآن الناس للناس، والجميع الآن في محنة، والمياه أهم شيء لاستمرار حياة النازحين لضمان تجنب حدوث عطش بينهم أو انتشار الأوبئة والأمراض نتيجة نقص المياه".
ويوضح أنه لم يحصل أي مبلغ مالي من أي نازح توجه إليه وطلب ماء من بئره، حيث يسمح لكل نازح تعبئة جالون سعته 18 لتر من أجل أن يكفي جميع النازحين المنتشرين بآلاف في مواصي خان يونس غرب المدينة.
ويشير إلى أن الناس في كل يوم تأتي إلى بئره وتقوم بتعبئة المياه توجه له الشكر وتدعوا الله به أن يجعل تلك المبادرة في ميزان حسانته، خاصة في النقص الحاد بالمياه وحاجة النازحين لكل قطر منها.
ويلفت إلى أن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين عرضت عليه تقديم بعض السولار من أجل تشغيل البئر عبر المولد، ولكن رفضه كون يوجد لديه ألواح طاقة شمسة ولا يحتاج إلى أي تدخل من أي جهة.
ومنذ 7 من أكتوبر الماضي، دمرت جيش الاحتلال خلال عدوانها على قطاع غزة غالبية طرقات وآبار المياه؛ وهو ما دفع سكان المدينة لشرب المياه الملوثة.
وحذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في تقرير له من أن نقص مياة الشرب في قطاع غزة بات مسألة "حياة أو موت".